Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

 

للتأهيل الطبي أهمية كبرى في علاج العديد من الأمراض المنتشرة بشكل واسع في المملكة العربية السعودية، مما يجعل إجراء الأبحاث العلمية في هذا المجال واجباً وطنياً على المختصين وذلك لرفع كفاءة الخدمات التأهيلية المقدمة للمواطنين من قبل القطاعات الصحية المختلفة، ولترسيخ مبدأ الرعاية الصحية المبنية على البراهين. ولا تختلف المملكة عن باقي دول العالم المتقدمة من حيث زيادة متوسط عمر الإنسان نتيجة تطور الخدمات الصحية، ولكن هذا أدى إلى ارتفاع في نسبة ظهور بعض الأمراض مع التقدم في السن كآلام الظهر والروماتيزم وأمراض القلب والشلل النصفي والتي تحتاج إلى تدخل خدمات التأهيل الطبي.


 كما أن تغير نمط الحياة في المملكة نتيجة للمدنية وتوفر وسائل التقنية والرفاهية الحديثة زاد من انتشار تلك الأمراض التي تؤثر سلباً على القدرة الإنتاجية للمصابين بها، وتقلل من الدور الذي يمكن أن يلعبوه في تحقيق التنمية الوطنية، وتستنزف موارد القطاع الصحي، وتشكل تحدياً أمام المختصين الذين بات لزاماً عليهم البحث عن أفضل الحلول لعلاجها بطريقة علمية رصينة قائمة على الأبحاث العلمية. بالإضافة إلى ذلك، فإن التأهيل الطبي بمختلف تخصصاته يعتبر تخصصاً حديثاً نسبياً مما يؤهله لأن يكون مجالاً خصباً للبحث العلمي الذي يهدف إلى تأهيل المرضى وجعلهم عناصر فاعلة في تحقيق النهضة الوطنية الشاملة.


 ويهدف أي برنامج تأهيلي في المقام الأول إلى مساعدة المرضى على استعادة أو تحسين قدراتهم الحركية المتأثرة نتيجة إصابة أو مرض أو عدوى لأحد أجهزة الجسم، كالجهاز العضلي أو العصبي أو التنفسي أو الدوري، والذي يؤدي إلى فقدان أو قصور أو تشوه بعض القدرات الحركية في أجزاء الجسم المختلفة، وإعادة تأهيل مثل هؤلاء المرضى يحتاج إلى تدخل فريق طبي متكامل يلعب استشاريو وأخصائيو التأهيل بمختلف تخصصاتهم الدور الأكثر أهمية فيه، وحتى يقوم الأخصائي بدوره في هذا الفريق بفاعلية يحتاج أن يكون ملماً بوظائف الجسم الحركية الطبيعية وطرق علاج أجهزة الجسم المختلفة، وهذا لا يتسنى إلا بإجراء الأبحاث في علوم التأهيل الطبي الأساسية والتطبيقية والسريرية وتحليل بياناتها بشكل مستمر، والذي لا يكاد يتم حالياً إلا في أضيق نطاق في جميع جامعات المملكة، مما يضع على عاتق جامعة الملك سعود كأكبر جامعة في المملكة وقسم علوم التأهيل الطبي بها وهو الأقدم في المملكة عبء القيام بدور قيادي في وضع خطط بحثية رائدة وتنفيذها على أعلى مستويات معايير الجودة العالمية، وهو أحد أهداف الجامعة التي تسعى إلى تحقيقها.

تاريخ آخر تحديث : أكتوبر 30, 2023 11:52ص